هناك بيت شعر مشهور لعمر الخيام ترجمته:
ثمة باب أعياني أن أجد له مفتاحا *** وحجاب عجزت أن أرى ما وراءه
وقبل أن أشرك نفسي في موضوع لست أنا لست بكفء له، لابد أن أوضح أنني لست من عشاق الخرافات والمعجزات والخوارق والغيبيات على الإطلاق، وأحاذر على الدوام من التطرق إليها، ناهيك عن الترويج لها.
غير أنني من باب التسلية والهذر لا أكثر ولا أقل سوف أورد لكم حادثة رواها دكتور محترم له باع طويل في مجاله، ونال على أطروحاته أكبر الجوائز، ورشح للحصول على جائزة نوبل العالمية أكثر من مرة لولا أن القدر قد خطف عمره قبل أن ينالها.
والحكاية وما فيها هي كما قرأتها تقول كالتالي:
= قضى الدكتور وير ميتشل طبيب الأعصاب المشهور في مدينة فيلادلفيا، يوما كاملا يعنى بمرضاه، فأوى إلى فراشه وقد بلغ منه الجهد، فلم يلبث أن أيقظه دق عنيف على باب داره، فإذا بالباب فتاة صغيرة، هفهافة الملابس، بادية الجزع، فقالت: إن والدتي مريضة في أشد المرض، فأرجوك أن تعودها.
كانت ليلة باردة، ورقائق الثلج تدفعها ريح صرصر عاتية، وكان الدكتور ميتشل مجهدا، فحاول أن يترفق في صرفها عن دعوته، لكنه رأى في حديث الفتاة شيئا صرفه عما كان ينبغي، فإرتدى ملابسه وتبعها.
فلما رأى الأم مصابة إصابة شديدة بذات الرئة دبر لها العناية الطبية الواقية، فلما كان بعد أيام يزورها أثنى ثناء طيبا على ذكاء إبنتها الصغيرة ومثابرتها.
فقالت المرأة وقد أخذتها الدموع: لكن إبنتي قد ماتت منذ شهر مضى!.. وترى ملابسها وحذاءها في هذه الخزانة، فعجب الدكتور وذهل ومضى إلى الخزانة وفتحها فرأى نفس الملابس التي جاءته الفتاة فيها، فوضع يده عليها فإذا هي دافئة.. إنتهت الرواية.
وإذا أراد أحد منكم أن يصدقها فليصدقها وهو حر.
لكنني أنصح مجرد نصيحة: ألا يعبث الخيال في عقولكم، فعصر الخوارق والمعجزات إنتهى مع آخر الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم.
ومع احترامي للدكتور ميتشل فالحكاية لم تدخل مخّي لأنها مثل أضغاث الأحلام.
= من عادات قبيلة -تودل- التي تعيش في جنوب الهند، أن تقدم العروس في حفل زواجها أسمى أعمال الطاعة والولاء والوفاء لزوجها، فتزحف إليه على ركبتيها ويديها إلى أن تصل راكعة إليه، والناس ينظرون إليها، ثم يضع العريس قدمه فوق رأسها دلالة على رضاه عنها، الشيء العجيب المؤلم أن العريس إذا لم يضع قدمه فوق رأسها، تأخذ تبكي وتتوسل إليه أن يضعها، لأنه لو لم يفعل ذلك تصبح منبوذة ومحتقرة من الجميع، وأهلها يخجلون من إنتسابها إليهم.
بقلم: مشعل السديري.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.